كيف يحدث انسحاب النيكوتين من الدماغ؟ وما هي الأعراض المصاحبة لانسحابه؟
رغم أن النيكوتين الناتج عن تدخين التبغ يسبب الكثير من الأمراض المزمنة التي قد تؤدي للوفاة إلا أن قرار التوقف عن التدخين ذا صعوبة بالغة بالنسبة للمدخن، ربما خوفًا من المرور بأعراض انسحاب النيكوتين من المخ التي يخشاها الكثير.
سوف نلقي نظرة شاملة عن أعراض انسحاب النيكوتين من الدماغ وكيفية التغلب عليها، ولكن بعد مناقشة تأثير النيكوتين على المخ وأضراره.
تعرف علي 4 مراحل طرق علاج ادمان كونفنتين
تأثير النيكوتين على الدماغ
أغلب الناس يعلمون مدى تأثير التدخين والنيكوتين على الرئتين والقلب، ولكن قد لا يعلم أغلب الناس أيضًا المفعول الضار للنيكوتين على الدماغ، وفي الواقع أن التأثير الأخطر للنيكوتين يكون على المخ، حيث إن المخ هو المتحكم الرئيسي في جميع وظائف الجسم فعند السيطرة عليه بالتالي تحدث سيطرة على الجسم بأكمله.
في البداية يكتفي المخ بأقل كميات من النيكوتين ويبدأ في إفراز مادة الدوبامين المختصة بمشاعر السعادة، ومع مرور الوقت يحتاج المخ إلى المادة الدخيلة بكميات أكبر وبجرعات أكثر مما يعني الحاجة للتدخين المتزايد حتى يحصل الدماغ على حاجته ويعطيك ما تحتاجه من الدوبامين للحصول على المشاعر الممتعة.
لذلك يبدأ المخ في ربط مشاعر الرضا والسعادة بالتدخين، وعند محاولة التوقف وبدء انسحاب النيكوتين من الدماغ تظهر الأعراض الانسحابية المؤلمة، وللأسف يلجأ الشخص للتدخين مرة أخرى حتى يتخلص من هذه الأعراض.
تحدث تغيرات متوقعة في دماغك نتيجة دخول مادة غريبة على الجسم، ويتم الاعتماد عليها ظنًا بأنها مادة من طبيعة الجسم وبالتالي يحدث الإدمان عليها، ولأن الضرر الواقع على القلب والرئتين هو أول ما يلاحظه المدخن فقد يغفل عن أضرار أخرى نتناولها في الفقرة القادمة.
الآثار الجانبية للنيكوتين على المخ
انسحاب النيكوتين من الدماغ
من الأمراض أو الأعراض المتوقعة عند التقدم في العمر والوصول إلى مرحلة الشيخوخة، لكن يحدث التدهور المعرفي لدى المدخن في سن مبكرة، فالمدخن قد يتعرض لهذا المرض في منتصف عمره على عكس الأشخاص الأصحاء من غير المدخنين.
2. الإصابة بالخرف
المدخنون من أكثر الفئات المعرضة لخطر الإصابة بالخرف، وهو مرض يؤثر على القدرات العقلية وقدرات الذاكرة والسلوكيات والحكم على الأمور وقد يتسبب في تغيير ملحوظ في الشخصية.
حسب إحصاءات أُجريت على المدخنين وغير المدخنين فإن من يتعاطون النيكوتين أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالخرف، وتقل نسبة الإصابة به في حالة التوقف عن التدخين.
3. فقدان حجم الدماغ
كلما طالت مدة تدخينك كلما كنت عرضة بالإصابة بنقص أكبر في حجم المخ المقترن بالعمر، فإن التدخين يؤثر بشكل سلبي على السلامة الهيكلية للدماغ في عدة أجزاء مختلفة من المخ.
4. الإصابة بالسكتة الدماغية
يرتفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى المدخنين على عكس أي شخص أخر، ولكن من الجيد أن هذا الخطر ينخفض أو ينجلي بعد توقفك عن التدخين لمدة 5 سنوات تقريبًا.
5. الإصابة بمرض السرطان
يدخل إلى الجسم والدماغ الكثير من المواد الكيميائية الضارة والسامة التي قد تسبب الإصابة بالسرطان، كما إن التغيرات الواضحة التي تحدث في المخ والرئتين والحلق كفيلة بالتسبب في مرض السرطان.
قد يتساءل البعض عن تأثير السجائر الإلكترونية وهل لها نفس الآثار مثل السجائر العادية؟
هل للسجائر الإلكترونية تأثير مثل السجائر العادية؟
انسحاب النيكوتين من الدماغ
لم يتوصل الباحثون إلى حد اللحظة إلى تسبب السجائر الإلكترونية في الإدمان من عدمه، ولكن هذا لا يعني أنها دون تأثيرات فيمكن القول بأنها لها أضرار واضحة مثل الأضرار الناتجة عن تدخين السجائر العادية.
أعراض انسحاب النيكوتين من الدماغ
يخشى العديد من المدخنين أعراض انسحاب النيكوتين من الدماغ، ولكن هذا لا يعني أن الجميع يمرون بنفس المشاعر والأعراض، فالأعراض تختلف وفقًا لعدة أسباب منها جرعات النيكوتين التي يتعاطاها الشخص ومدة التدخين وطريقة التعافي والعلاج وغيرها.
من خلال معرفة أعراض انسحاب النيكوتين من الدماغ بشكل جيد ودراستها يمكنك الاستعداد لها ومواجهتها، وفيما يلي نستعرض هذه الأعراض:
1. الرغبة في تعاطي النيكوتين
تعد من أكثر الأعراض بروزًا وتظهر بعد فترة قصيرة من التوقف عن التدخين، حيث إن التوقف المفاجئ عن تعاطي النيكوتين يؤثر على مستويات الدوبامين التي يفرزها المخ وبالتالي الشعور باحاسيس سيئة.
قد تلازمك الرغبة الملحة في التدخين مدة من 5 إلى 10 دقائق، وسيزول هذا الشعور إذا قاومته بممارسة الرياضة أو مضغ علكة النيكوتين وغير ذلك.
2. اضطرابات في النوم
من آثار انسحاب النيكوتين من الدماغ هي ظهور مشاكل في النوم كالأرق أو النوم بالنهار وعدم القدرة على النوم ليلًا، وهذا بسبب الخلل الذي يحدث في الهرمونات.
3. السعال بشكل مستمر
رغم أن السعال يكون بصورة مستمرة ويصبح مزعجًا للمتعافي، إلا إنها دلالة جيدة على تعافي الرئتين من آثار التدخين السيئة، حيث أن هنالك أهداب صغيرة تتواجد في مجرى التنفس والتي يتم تجميدها بفعل سموم التدخين، وعند التوقف تعود هذه الأهداب لوظيفتها الطبيعية وتقوم بطرد السموم خارج الجسم.
4. ظهور أعراض انفلونزا
تظهر أعراض شبيهة بأعراض الانفلونزا على المقلع عن التدخين حديثًا، مثل التوعكات والسعال والتهاب الجيوب الأنفية، وقد تستمر هذه الأعراض لعدة أيام ثم تختفي.
5. زيادة في الوزن
دومًا ما نلاحظ أن المدخن لديه ضعف في الشهية، وعند التوقف فجاءة تزيد شهية الشخص ومن ثم تحدث لديه زيادة في الوزن، ذلك لإن تعاطي النيكوتين يعمل على إطلاق الجلوكوز من الكبد والعضلات مع تغير في استجابة الأنسولين، لذلك عند التوقف عن تناول النيكوتين يحدث نقصان في نسبة السكر وبالتالي تلاحظ حاجتك إلى تناول مزيد من الحلويات والكربوهيدات.
6. تغيرات مزاجية
عند انسحاب النيكوتين من الدماغ يحدث خلل في الهرمونات مما ينتج عنه تغير مزاجي حاد، ويمكن أن يؤدي إلى تغير فسيولوجي قصير الأمد مع مشاكل أخرى في معدلات ضغط الدم وضربات القلب.
متى يزول النيكوتين من الجسم
يعتبر النيكوتين مادة كيميائية مدمنة توجد في التبغ ومنتجات التبغ الأخرى، وتمتص بسرعة من الجسم عند التدخين أو استخدام منتجات التبغ الأخرى. ومن المهم معرفة أنه لا يمكن التخلص من النيكوتين من الجسم بشكل سريع وفوري، إذ تظل آثار النيكوتين قائمة في الجسم لعدة أيام.
وبشكل عام، يعتمد مدة بقاء النيكوتين في الجسم على عدة عوامل، بما في ذلك التركيز والكمية التي تم استخدامها، ومدى تعرض الفرد للنيكوتين. ومع ذلك، يمكن تقدير مدة بقاء النيكوتين في الجسم بحوالي الآتي:
- يتم امتصاص النيكوتين بشكل سريع في الدم بعد التدخين، وتبلغ ذروة التركيز خلال 10 دقائق تقريبًا.
- يمكن أن يبقى النيكوتين في الدم لمدة تتراوح بين 1 و 3 أيام.
- يمكن أن يبقى النيكوتين في البول لمدة تصل إلى 4 أيام.
- يمكن أن يبقى النيكوتين في الشعر لفترة تصل إلى 90 يومًا.
ومع ذلك، فإن مدة بقاء النيكوتين في الجسم لا تعني بالضرورة أنه سيظل يؤثر على الجسم خلال هذه الفترة بنفس القوة التي كان يؤثر بها في الأيام الأولى. فقد يلاحظ الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين أن بعض الأعراض الانسحابية تبدأ في التلاشي خلال بضعة أيام، بينما قد تستمر بعض الأعراض الأخرى لفترة أطول.
كيف تتغلب على أعراض انسحاب النيكوتين بسهولة؟
انسحاب النيكوتين من الدماغ
المفاجئ عدة أعراض انسحابية يُفضل أن تمر بها بجانب استشاري أو طبيب يساعدك على تخطيها بأمان.
- بدائل النيكوتين، بعض المواد والمنتجات تكون بمثابة بدائل للنيكوتين لذا فهي تساعدك على الإقلاع عن التدخين بسهولة مثل العلكة ومستحلبات النيكوتين.
- الاسترخاء، بعض تقنيات الاسترخاء مثل التنفس البطني والتأمل واسترخاء العضلات تساعدك على المرور من هذه المرحلة بشكل أيسر.
- تغيير نمط الحياة، استبدل عاداتك السيئة بأخرى جيدة وصحية مثل النوم المبكر وممارسة التمارين الرياضية وتناول الطعام الصحي حتى تتمكن من التخلص من عادة التدخين بشكل نهائي.
الخلاصة
يعد التدخين من أسباب الوفاة المبكرة والإصابة بالأمراض المزمنة والخطيرة، ولكن من حسن الحظ أنه بإمكانك التخلص منه بطرق سهلة واجتناب أخطاره المحتملة دون التأثير على صحتك، بشرط الإقلاع فورًا دون تأخير، وتذكر دومًا أن مرحلة الانسحاب مجرد مرحلة مؤقتة لابد من عبورها لضمان حياة صحية جيدة.
شاركنا برأيك وتساؤلاتك في التعليقات، ويمكنك متابعتنا على facebook و twitter.
